منظمة شمس المستقبل: قفزة نوعية في تعليم اللغة الأيزيدية وحفظ الهوية الثقافية
لقد كان دور منظمة شمس المستقبل عضوة في الاتحاد العالمي للجمعيات الأيزيدية المستقلة حاسمًا في دعم المجتمع الأيزيدي، وذلك من خلال فتح روضة معتمدة على تعليم اللغة الأيزيدية في بلدة بورك ومركز قضاء سنجار، حيث استطاعت استقطاب أكثر من 1000 طالب في دورة استمرت ثلاثة أشهر.
هذا المشروع لم يكن مجرد خطوة تعليمية بل كان قفزة نوعية للحفاظ على الهوية الثقافية واللغوية للمجتمع الأيزيدي.
لقد تضمنت أهداف الروضة وتعليم اللغة الأيزيدية إعادة ربط الجيل الجديد بجذورهم الثقافية وتمكينهم من فهم وتقدير تاريخهم وتراثهم الغني. كما سعت المنظمة جاهدة لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة تسهم في إنشاء جيل واع ومثقف يحمل بين طياته الفهم العميق للغته وثقافته الأصلية.
وواجهت المنظمة تحديات جمّة في مسعاها هذا، حيث كان من الصعب تأمين الموارد المالية والتعليمية اللازمة، إلا أن الإصرار والعمل الدؤوب قد أثمر عن تحقيق نجاح ملموس على أرض الواقع.
لقد أحدث هذا المشروع تأثيرًا بالغًا على المجتمع المحلي في بورك ومركز قضاء سنجار، حيث لمس الأهالي الفارق في مستوى الوعي والفهم لدى أطفالهم تجاه لغتهم وتراثهم. هذا الأمر أدى إلى تعزيز الشعور بالهوية الثقافية والانتماء لدى الجيل الجديد، الذي بدأ يتطلع إلى مستقبل لا ينفصل فيه عن جذوره العريقة.
وقد كانت ردود الفعل من المجتمع والطلاب إيجابية للغاية، حيث عبّر العديد من أولياء الأمور والطلاب عن امتنانهم لمنظمة شمس المستقبل لهذه المبادرة القيمة التي لعبت دورًا حيويًا في إحياء اللغة الأيزيدية وتعزيز الثقافة الأيزيدية في قلوب وعقول الأجيال الجديدة. ومن هنا، يمكن القول إن مشروع الروضة وتعليم اللغة الأيزيدية قد أرست دعائم قوية لمستقبل أكثر إشراقًا للمجتمع الأيزيدي في بورك وسنجار.