بيان في الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في سنجار

الاتحاد الدولي للجمعيات الايزيدية المستقلة بيان في الذكرى الحادية عشرة للإبادة الجماعية بحق الإيزيديين في سنجار –مضى أكثر من عقد على واحدة من أبشع جرائم القرن الحادي والعشرين، وهي الإبادة الجماعية بحق المكوّن الإيزيدي الأصيل وديانته العريقة، التي عُرفت بعمقها التاريخي والإنساني. يمكن القول إن كثيرًا من الديانات الأخرى استمدّت شيئًا من روح هذه الديانة التي علّمت البشرية معاني السلام والتعايش والتسامح، وحلّ الخلافات بالحكمة والقانون بعيدًا عن العنف والتطرّف.أحد عشر عامًا مرت على رفع نعش الإنسانية والضمير في شنگال، وكأن الإنسانية قد دُفنت هناك، ومعها ضمير العالم. سنوات تمضي دون تحرّك فعلي من قبل الحكومة العراقية أو المجتمع الدولي، ودون أن يُقدَّم الجناة إلى المحاكم العراقية أو الدولية.في هذه المناسبة الأليمة، نطالب حكومة العراق بتشريع قانون يعترف رسميًا بالإبادة الجماعية التي تعرّض لها الإيزيديون، وفتح ملفات سقوط شنگال بشفافية، وتقديم المتورطين إلى محاكمة عادلة تُنزل بهم أقسى العقوبات.لكننا، للأسف، نلمس تهميشًا مستمرًا من السلطات العراقية، يقف حائلًا أمام تحقيق العدالة. ونحمّلها مسؤولية هذا التباطؤ، ونؤكد أن عدم الجدية في ملاحقة الجناة يمثّل خيانة للضحايا وإهانة لقيم الإنسانية.وما يزيد الفاجعة ألمًا هو واقع مخيمات النزوح التي تحوّلت إلى سجون مفتوحة، يعيش فيها آلاف الناجين من النساء والأطفال والشيوخ بلا أدنى مقومات الحياة الكريمة. ولا تزال آلاف العائلات تنتظر من يعيد إليها كرامتها وحقوقها الأساسية: الأرض، الأمان، والاعتراف بالمأساة التي حلت بها.الناجيات من قبضة التنظيم الإرهابي ما زلن يواجهن الإهمال والوصمة، في ظل غياب الدعم النفسي والاجتماعي والتعويض العادل، ولا يزال مصير آلاف المختطفين مجهولًا حتى اليوم، وكأن الزمن توقف في آب 2014.أما المجتمع الدولي، فلم يتجاوز دوره إصدار بيانات تنديد خجولة، دون أي تحرك فعلي أو ضمانات لحماية الإيزيديين. لم نشهد أي إعمار حقيقي، ولا محكمة دولية واحدة تحاسب الجناة.إن مرور كل هذه السنوات دون عدالة، يُعد إهانة لتاريخ العراق، بلد أولى القوانين كـ“شريعة حمورابي“، وخيانة للمبادئ التي يفترض أن تقوم عليها الدول.في الذكرى الحادية عشرة للإبادة، لا نطلب شفقة أو تعاطفًا، بل نطالب بحقوق لا تسقط بالتقادم: حق الضحايا، وحقّ الناجين بالحياة، وحق الديانة الإيزيدية بالاعتراف الكامل بما تعرضت له.نطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الإيزيديين، وإلا فلن يكون هناك أمل لا في حاضر العراق ولا مستقبله، ولا في حاضر ومستقبل العالم.وفي الختام، نحمّل الدولة العراقية مسؤولية عدم تحقيق العدالة، وندعو إلى إغلاق هذه الصفحة السوداء من تاريخ العراق بطريقة تضمن الكرامة للضحايا، والعدالة للناجين، والسلام الدائم لكل العراقيين والعالم

اللجنة الاعلامية المركزية

2/ٱب/2025